بسم الله الرحمن الرحيم
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
“والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط “.
قيل : فما كانوا يعبدون ؟.. قال :
“كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم (عليه السلام) متمسكين به” . ( كمال الدين ص104)
السند : ينقله الشيخ الصدوق قدس سره في كتابه كمال الدين و تمام النعمة عن أحمد بن محمد الصائغ ، عن محمد بن أيوب ، عن صالح بن أسباط ، عن إسماعيل بن محمد و علي بن عبد الله عن الربيع بن محمد المسلي ، عن سعد بن طريف ، عن اصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام … الخبر . و ينقله الراوندي في خرائجه أيضا . و ورد في تفسير أبي الفتوح (4/210 ) و تفسير البرهان (3/795 ) و الحديث منقول من الإصبغ بن نباته الذي هو من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و أما سعد بن طريف فيقول عنه الشيخ الطوسي في رجاله : ” … صحيح الحديث ” و وثقه جميع علماء الرجال .
يظهر من الحديث أن أمير المؤمنين عليه السلام أيضا كان يتجرع حزنا و كمدا لإتهامهم أباه ( مؤمن قريش ) بالكفر و عدم الإيمان و العياذ بالله و ليس ذلك إلا حقدا و بغضا لإبنه الذي قتل صناديد قريش و أفنى كبراءهم المشركين الذين أضلوا و استكبروا استكبارا .
و لذلك نراه سلام الله عليه في هذا الحديث الصحيح الذي ينقله عنه أحد خواصه المشهورين بالورع و التقوى ، يقرّ بأن أباه و أجداده من عبد المطلب إلى هاشم كلهم كانوا موحدين يعبدون الله و يصلّون له و كانوا على دين الحنيفية دين جدهم إبراهيم سلام الله عليه و عليهم أجمعين .
و أما الأدلة على إيمان أبي طالب مؤمن قريش فكثيرة جدا منها ما يظهر من أشعاره التي نقلها العامة في كتبهم و منها ما يظهر من كلمات ابنه أمير المؤمنين عليه السلام في مثل هذا الحديث و غيره من الأحاديث التي نقلها كثير منهم في كتبهم و منها وصيته الخالدة التي يوصي فيها قريش باتباع الرسول صلى الله عليه و آله و منها أقوال ابن أخيه الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله ..
يكفي أن رسول الله اتخذه وليا و سندا و القرآن يأمره بحرمة اتخاذ الكفار أولياء . و يكفي أن الرسول يعتبر عام وفاته عام الحزن فكيف يمكن أن يلوذ بكافر أو يحزن على وفاة كافر و العياذ بالله ؟
و هذا أيضا يضاف الى سلسلة المظالم التي تعرض و يتعرض لها أهل البيت عليهم السلام منذ وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله الى يومنا هذا و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
التصنيفات :مقالات
اترك تعليقًا