الرحيل رحيلان : رحيل جبري و آخر اختياري
في الرحيل الجبري تموت رغم أنفك
و في الإختياري : لن تموت أبدا ، إنما ترحل عن دنياً زائفة و ترقى بعيدا بعيدا حتى تتصاغر أمامك الشمس بعظمتها .. ترحل لتجلس على مائدة الرب بل و عنده في مصاف الأنبياء و العظماء والقديسين والصديقين .
و الزهراء فاطمة عليها السلام ما ارتحلت جبرا بل ارتحلت باختيار .. فإنها عندما قالت : لا ، لكل ما سوى المحبوب و لا ، لتقبل الضعف و لا ، لتجاهل إمام زمانها في لحظة وداع الأب القائد صلى الله عليه وآله ؛ فإنها تعلم علم اليقين أن هذا النفي يتوالد عنه مشقة في الدنيا و ضنكا ، و ينتج عنه حرقا و حشرا بين الباب و المسمار .. و بعلمها و يقينها اختارت الرحيل حتى يتصاغر أمام عظمة هذ الجسد الضعيف ، الكون كله بما فيه السموات و الأرض . انه رحيل شموخ لن يصل الى رفعته عقل إنسان.
فسلام على هذه البطولة الفذة من حين الظهورالى يوم البعث الموعود .. سلام الله والملائكة و الناس على رابطة النبوة و الإمامة سلاما زاكيا قدسيا دائما وأبدا.
التصنيفات :خواطر
اترك تعليقًا