قال الصادق (ع) : يا داود !.. أبلغ مواليَّ عني السلام وأني أقول : رحم الله عبداً اجتمع مع آخر فتذاكر أمرنا ، فإنّ ثالثهما ملكٌ يستغفر لهما ، وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله تعالى بهما الملائكة ، فإذ اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر ، فإنّ في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياؤنا ، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا . ص200
المصدر: أمالي الطوسي
السند : ينقله الشيخ رحمه الله في أماليه عن محمد بن محمد قال اخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال : حدثني القاسم بن محمد عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن جده عن عبدالله بن حماد الأنصاري عن جميل بن دراج عن معتب مولى أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول لداود بن سرحان : يا داود … الخبر . و نقله محمد بن علي الطبري في كتابه ( بشارة المصطفى ص 176 )
*******
الشرح : و نراه سلام الله عليه عندما يريد التأكيد على احياء أمرهم ،يحاول ايصال وصيته المباركة عن طريق أحد أصحابه المقربين اليه و نراه يبلغ مواليه السلام من ذلك الحين الى يوم القيامة و كأنه يريد التأثير عليهم من خلال السلام حتى يصغوا الى وصيته الخالدة بكل لهفة و شوق ، ثم يترحم على من يجتمع مع نفر آخر من مواليه لإحياء و تذاكر ذكرهم سلام الله عليهم و كأنه يقول لنا : لو اجتمعتم معا حتى لو لم يتجاوز عددكم الإثنين ، فتذاكروا أمرنا و تباحثوا علمنا ، فإن ثالثكم سيكون ملَكٌ مقرب يستغفر لكم طيلة مدة إحيائكم لأمرنا ، بل و أكثر من ذلك فالله تبارك و تعالى بعظمته يباهي بكم الملائكة .. ثم يؤكد ثانية بقوله : فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر .. لماذا ؟ لأن ذكركم لهم سلام الله عليهم إحياء لهم ..
و يا لهذه الكلمة من أثر على قلب الموالي المحب حيث يشتغل بذكرهم و كأنه يحييهم عليهم السلام . و تأكيد ثالث أن أفضل الناس بعدهم الذين يدعون الآخرين الى التمسك بهم و الى إحياء آثارهم و ذكر أمرهم صلوات الله عليهم و رحم الله من استمع اليهم و أنصت بقلبه لهم و دعا الناس اليهم ..
اللهم أحينا حياتهم و أمتنا مماتهم و احشرنا في زمرتهم .. آمين رب العالمين .
التصنيفات :مقالات
سلام الله على الامام جعفر بن محمد الصادق وعلى اله الاطهار
أحسنتم سيدنا الجواد..دعواتكم سيدنا بإلحاح ..
و سلام من الرحمن عليكم
بالطبع لا يمكنني أن أنساكم و أطمع في دعواتكم و دمتم بصحة و سلامة و سعادة